نقطة على السطر
بسّام الطيارة
يقال: «عاشر القوم أربعين يوما تصبح منهم أو ترحل عنهم». هذا صحيح. ما أن بدأت تغريدات دونالد ترامب الرئيس الأميركي تتحدث عن «ضرب سوريا» حتى خرج السفير الروسي في لبنان، ألكسندر زاسبيكين، يحذر من أن بلاده عازمة على “إسقاط” الصواريخ الأميركية ووصل به الأمر للتهديد بالرد على مصادر إطلاقها. تصريحات باللغة العربية تناقلتها وكالات الأنباء شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وخفقت قلوب السكان المعمورة لأن هذا يشير إلى إمكانية «حرب مباشرة بين روسيا والغرب».
بعد يومين من هذا الحديث «العنتري» شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مجموعة ضربات عسكرية على أهداف في سورياردا على ما أسمته «هجوم كيميائى» اتهمت دمشق بتنفيذه فى دوما قرب دمشق.
اسقطت الدفاعات الجوية السورية عدداً من هذه الصورايخ ( لا أحد يمكنه تأكيد عدد الصواريخ المنطلقة ولا عدد الصوريخ التي أسقطت) ولكن ما يمكن تأكيده هو أن مصادر إطلاق هذه الصواريخ لم يستهدفها أي صاروخ…!
الرد جاء «إنشائياً» فقد حمّل السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مسؤولية عواقب الضربات، مذكراً بأن موسكو حذّرت من أن “مثل هذه الأفعال لن تمرّ دون عواقب” واعتبر أن ما جرى “إهانة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين) غير مقبولة ومرفوضة”،
الرد الإنشائي يذكر برد الأنظمة العربية على ضربات اسرائيل منذ ١٩٤٨…
سفير روسيا في بيروت ما زال في موقعه رغم أنه «حشر» زعيمه بوتين في باب العجز.
وسفير روسيا في الأمم المتحدة غرف من التعابير العربية المكررة: تحذير ورفض وتنديد ورتهديدات جوفاء…وما زال في موقعه.
هل كتب على كل من «يعاشر العرب» ويحاول الدفاع عنهم أن يصبح مثلهم عنترياً في الكلام ونعجة في ردات الفعل؟
ليس المطلوب من هذه الكلمات «حرب كونية» أو اشتباك صواريخ فوق رؤوس الشرق الأوسط…وشعوبها المسكينة. ولكن السؤال المطروح هو لماذا سقطت الديبلوماسية الروسية في هذا الفخ الذي، لا يمكن إلا أنه يظهر «ضعف روسيا» عندما يكون الخصم الثلاثي الغربي القوي؟ لماذا ذهبت الديبلوماسية الروسية بعيداً في اتجاه «الحمية والحماسة العربية» ؟
يذكر هذا بكافة التصريحات العربية التي يمكن وضعها تحت عنوان «الرد المناسب – سيأتي – في الوقت المناسب» والجماهير العربية … تنتظر…